بسم الله الرحمن الرحيم

بات قريباً طلوع الشمس من مغربها

ما أنكر ما نراه هذه الأيام من خلاف على المنطق وبدون منطق . أصبح الحق غريباً وللباطل ساحة يصول بها ويجول .

لسنا بحاجة للبحث عن أدلة الإثبات على فساد ما يدعونه ( ثورة ) بوجه النظام . بل إن الذي يحدث . أننا جميعنا نخسر خسارات متساوية ومتتالية وبنفس الوقت . خسارة سورية هي خسارة للجميع . من  ُيقتل كمن يبقى على قيد الحياة . فذاك قتل وخسر سوريا وربحه التأريخ . وهذا بقي على قيد الحياة يموت كل يوم ألف مرة وهو يشاهد انهيار سورية المتسارع المنتظم المدروس .

يالحماقتنا ... بنينا عشاً جميلاً في عالم الحداثة . ملؤه المحبة والتآخي بسنوات . وها نحن نخربه ونهدم ما بنيناه بأيام .

 الحماقة أن نعتقد أن ما يجري ( ثورة ) : لأن نتاج الثورة هو ذهاب الاحتقان الشعبي وسيادة العدالة الاجتماعية بعد ( الثورة ) مباشرة . وتحقيق أمال ( الثوار )  وتطلعاتهم التي بنوا عليها ( ثورتهم ) وبذلوا لأجلها دمائهم .

فما بال ( ثوار)  سوريا اليوم

في توافق مع المخطط الأمريكي

وفي توافق مع الآمال الصهيونية بانهيار دولتنا

وفي توافق مع مصالح أعدائنا وأعدائهم جميعاً .

ما بال ( ثوار)  سورية المزعومين غايتهم وهدفهم الفوضى والمال والملذات .

ولو سلمنا بضرورة التغيير نحو التعددية والديمقراطية مع تحفظي على هذا المصطلح ( ديمقراطية ) فلقد أصبح شعاراً من نوع ( كلمة حق يراد بها باطل ) . لو سلمنا بذلك فليست الطريقة التي يتبعها ( الثوار ) هي السبيل للذهاب نحو التغيير والإصلاح في سورية .

اليوم نتج على أرض الواقع عدد غير محدد من مظاهر التمرد والتسلح .

هناك ما يسمى الجيش الحر .

وهناك ما يسمى جبهة النصرة .

وهناك ما يسمى القاعدة .

وهناك ما يسمى عصابات مسلحة .

وهناك ما يسمى جند الشام .

وهناك كتائب متعددة لها أسماء من نوع يثير مشاعر الطائفية في نفوس الشعب السوري .

وهناك ما يسمى أمير المؤمنين

وهناك أحلام بإنشاء إمارات إسلامية ( مودرن ) في بلدي سوريا . هدفها فقط أن تعود بها إلى الوراء أربعة عشر قرناً وربما أبعد من ذلك . !!!!!! .

وهناك ما يسمى مرتزقة .

وهناك ما يسمى أصحاب مشروع أو مصلحة في خراب سوريا .

وهناك ما يسمى موالي .

وهناك ما يسمى معارض داخلي .

وهناك ما يسمى معارض خارجي .

وهناك ما يسمى تنسيقيات .

وهناك لجان شعبية . وهناك الأمن وهناك الجيش  .........

فعجباً لهذا الانشطار السوري . وكأنه نووي . يحدث بسرعة عجيبة ومتتالية ومتفجرة .

وعجباً لهذا السُعار من قبل بعض الدول المحيطة على هدم أركان سورية واستهداف مقدراتها .

وعجبا من فكر لا  يرى ولا يعقل ولا يفهم أن في تدمير سورية . في سجال المصالح . هدف كبير لإسرائيل الكيان الغاصب والغدة السرطانية ورضاً لها  .

وعجباً من ابن بلدي كيف لا ينسى ويتجاوز عن مشاكله الصغرى . أمام الخطر الأكبر الذي يتهدده . ويتهدد كل السوريين .

ما هذه ( الغر وبات ) يا زمن وما هذا الشروق من المغرب أهي علامات الساعة .

فعلاً إن الشمس تشرق من مغربها .

لست آسف على شيء كأسفي على تراكم تاريخي يذهب بلحظة جنون من أبناء بلدي .

ما ذنب الأوابد التاريخية والمساجد الأثرية والمحاريب أكانت المحاريب من الموالاة .

أم أن المساجد من ( الشبيحة ) .

ولعل المتاحف و الآثار التي فيها من الطائفة ( ال.......... ) حتى استهدفتها يد الإرهاب .

عندما طالبت سورية مجلس الأمن . بمطالبة أمريكا بشرح معنى ( الإرهاب ) . كان هذا لعمري بعد نظر كبير من قبل سورية ...  اليوم يلتفت له العالم بأكمله بعد أن امتطت أمريكا ظهر هذا المصطلح وأباحت لنفسها احتلال دول ذات سيادة وهتك حرمات الإنسان والأديان . وبعد أن سمحت لنفسها بالدوس على كرامة كل أتباعها . وهم راضون مرضيون .

فبدل أن تقول ( رضي الله عنه ) فلتقل : ( رضيت أمريكا عنه ) .

ورضا أمريكا رضا إسرائيل بطبيعة الحال . ولعل العربان لا يشعرون بالذل والمهانة . فلقد سفحت أمريكا ماء وجههم . ودست أنوفهم المعقوفة بالتراب . وأنستهم فلسطين . وأنستهم عروبتهم . وأنستهم دينهم . وأنستهم مسجدهم . وكنيستهم . وأنستهم بالنهاية أنفسهم .

ونسوا الله فأنساهم أنفسهم .

متى سنصحو من الحلم العربي المزعج كالكابوس على صدورنا .

ومتى سيهب الخيل العربي بشهامته وبصدره العرمرم وبفحولته متمردا على الذل بكل أشكاله .

ومتى سيتبدل القول ( إذا مات العرب ماتت الخيانة ) بقول ( إذا مات العرب مات الشرف والكرم وماتت الحياة )

لا تجعلوا شمسكم أيها الشرقيون . تشرق من مغربهم . والسلام .

أسد الله الغالب 21/10/2012 م الساعة الثالثة عصراً