قارب بلا بوصله
تزوج المدعو (فقير ابن بؤس ) ابنة عمه (معاناه بنت مسحوق ) وفضلا قضاء شهر العسل في المزرعة الجميلة التي ورثها الاخوين (بؤس ومسحوق) عن اجدادهما والواقعه على شاطىء بحيرة في جزيرة (الضياع )والمليئة باشجار الاحباط والتشاؤم والكسل واللامبالاة
وهي جميلة المظهر في نظر الطامعين الذين لا يدركون سرها و طعم ثمارها حنظلي علقمي ومنه السام وما يسبب المغص والدوار والغثيان وفي بداية الربيع عند نمو الاغصان الجديده والاوراق يقطر منها سائلا يحرق جلد البشر وكان اصحاب المزرعه يتجنبون الاقتراب من الاشجار في تلك الفتره او الجلوس في ظلها
وبعد مرور عام على زواج فقير ومعاناه رزقا بمولودين من الاناث توأم غريب وزن الاولى التي اطلقا عليها اسم (ألم) ستة كيلوغرامات اما شقيقتها التوأم (أمل) فوزنها اربعمائة غرام (اقل من نصف كيلو ) وحاولا عرض المولودتين على العديد من الاطباء لايجاد علاج للابنتين لان نموهما غير طبيعي ففي عيد ميلادهما الخامس كان وزن (ألم) خمسون كيلوجرام واما (أمل ) فوزنها خمسة كيلوغرامات وقد جرب الاهل كل الاطباء والفتاحين والدجالين واستدانا مقابل فائده ربويه الكثير من المال من المرابي (ابو محسن ) واسمه الحقيقي (فاسد ابن ظالم )
وقد وافق على اقراضهما المال على منطق تاجر البندقيه مقابل رهن المزرعه التي كانت تثير شهيته من بعيد ولا يدرك سرها وفي حال عجزهما بعد انتهاء فترة الرهن التي تصادف بلوغ الشقيقتين (ألم وأمل) السابعة من عمرهما تصبح المزرعه وما فيها من بيوت واشجار ملك (ابو محسن ) الذي حضر لاستلام المزرعه ولم ينسى احضار حبتين من الشوكولاته هدية منه للشقيقتين (ألم وأمل ) واحضر معه عشرات المصورين لنشر صوره في الصحف والفضائيات وهو يقبل الشقيقتين (ألم وأمل ) ويمنحهما هديته الثمينه (حبتين من الشوكولاته ) ليعرف العالم اجمع ان (فاسد ابن ظالم ) يستحق لقب (ابو محسن) بجداره لانه غاية في الانسانيه والذوق الرفيع
وقد كان الاخوين (بؤس ومسحوق) قد جهز نفسيهما لتلك اللحظه وصنعا قاربا اطلقا عليه اسم (قارب الاحلام الجميله ) حمل فيه الاخوين (بؤس ومسحوق) جميع افراد العائله من زوجات وابناء واحفاد ولم يكن لديهم بوصلة لانه لا جهة محدده بعينها ولكن هي رحلة بحث عن جزيرة يحلمان بأن تكون مختلفه عن جزيرة (الضياع ) التي تركاها لابو محسن الجاهل في اسرار المزرعة التي ستشوه جلده وتصيبه بالمغص والدوار والغثيان