إذا هي نفس الجملة التي كنت ولا زلت أرددها ... متى أجدني !!
الطريق الترابية التي أحدق أبدا إلى أفق زاويتها البعيدة .. ما زالت أمامي أراها رغم كل هذا المسير
مازلت لا أجد نهاية لها .
والغيوم التي كنت أحسبها ماطرة .. أرقبها تتلاشى دونما نقطة ماء واحدة .
وتلك الزهرة التي أخرجتها من جيبي عادت أدراجها عطشى .
متى أجدني ..
المدينة التي فقدت فيها أيامي الخزفية والتي كنت أحسبها كذلك ، ما عادت كذلك .
أوليس الخزف المسقول بأيدي منهكة معصوم عن الكسر ؟ آه ما أغناني كنت أعتقد ذلك .
أه ما أبسط تقدير ي للأمور . إذ أن هنالك الكثير من القادرين على الكسر
وقلة قليلة من يستطيعون العمل والإبداع .
حقيقة أصبحت أراها أمامي كما الطريق الترابية تماما ..
أراها ولكن لا أصل إلى نهايتها .
إنها حقيقة لا تشعر بها ولا تلمسها ولكن تراها .. وبين الطريق والحقيقة تكمن معرفتك للأمور وهي تتجلى
أمامك .. ولكن مهلاً إن مروري بجانب شجرة قد يعني أن هنالك فوقها أم تطعم صغارها في العش
وتحتها كنز لم ينبش بعد .
إنها ذاتها الحقيقة التي لا تراها ... بيد أني عندما كنت مستلقيا في ليلة ليلاء لم أكن أدرك أنه لم أجد ما
أطعم به صغاري ولا رفشا أحفر به تحت الشجرة ... وحنان أمي الذي كان يغمرني بضمة صدرها
صار ذكرى حجر مغروس في الأرض .. أو ليست الذكرى حقيقة ؟؟؟ إنها كذلك .. الذكرى حقيقة لا تعود أبدا .
وإن نبشها قد لا يعني بالضرورة صدر حنون . أبداً . أبداً . أبداً .