جلست كعادتها كل صباح لترتشف قهوتها
بهدوء......ولتسرح بعيدا عن دنياها لفضاءات حالمة , تستطيع ان تهبها ما تشاء من
ألوان الفرح والسعادة , وربما لحظات من الجنون االمحبب.
لكنها هذه المرة جلست ويدها ترتجف ويكاد فنجان قهوتها ان يقع منها عشرات المرات
.... فقد كانت تصارع دفاتر ذكرياتها القديمة لتسترجع معالم وجه كان الاقرب والاغلى
اليها يوما ما .
كان صراعها يشتد ويتسارع معه نبض قلبها وبدأت حبات
من العرق البارد تصفع وجهها بهدوء ...... حاولت ان تهدأ وتتماسك ولكن دموعها
المنهمرة كانت كسياط من النيران تلسع وجهها
الحزين, فتزيد اشتعال النيران في صدرها ..... بعد لحظات استطاعت أن تهدأ وتهمس
باسمه على استحياء ...وتتبعه بعبارة : لقد أحببتك من كل قلبي ... كانت هذه العبارة
حلم مستحيل
انتظر ان يسمعها منها طوال الوقت ولكن خجلها وحياءها منعاها من التلفظ بها . لكنها
الان وبعد ان سمعت عن خبر استشهاده في سبيل ان يحيى وطنه الغالي بعزة وكرامة رددت
هذه
العبارة من قلبها الذي اهتز فيه حبه من جديد , مجبول هذه المرة بحب الوطن الغالي ,
وأثمر ورود جورية بلون دمه الطاهر الذي سال على ارض الوطن ....وقفت ورددت من جديد
عبارتها
. بصوت عال , علَها تصل روح حبيبها الشهيد فيتحقق حلمه المستحيل ولو بعد سنين من
الانتظار ..... يالقسوة الفراق