الورقة البيضاء:أنا لوني هادئٌ مطمئن
ومعناه النقاء
ويرمز إلى السلام
و يغوص في عوالم الناس البسطاء
ومن المستحيلِ أنْ أسقط
لأنِّي ورقة أبديَّة
لا تنتهي ولا تزول
طالما يُوجدُ أناسٌ على وجه البسيطة.
الورقةُ الخضراء:أنا لوني ربيعي
ومعناه الخير والعطاء
ولكنِّي ورقة موسمية
و أنا في الحياة دورية
أظهرُ في ربيع الكون
و أرسم لوحاتٍ جميلة
تجعل البلاد خضراء الفكر واللون
ولكن لي خريفٌ سيعيدُ اصفراري
خريفٌ يطولُ أو يقصر
فإنْ استطاع اختراقَ أفكاري
طالَ و أخفى اخضراري
و إنْ لمْ يجد له ملجآ ً
غادرَ من الشرفة
و اختارَ بلداً فيه الخريفُ قدرٌ حتمي
و أوراقه كلُّها تخضع للفرشاة الصفراء
التي ترسم خارطة الأوراق
و تنبئها بدورة حياتها العمياء
و هذا هو في الحياة مشواري
الورقةُ الصفراء:صدقتِ و اللهِ
أنا لوني خريفي
و معناه بدءُ الزوال
أنا فصلي أبوابُه مشرعةٌ للبذور الدنيئة
و أغصاني تتسلَّق عليها أيادٍ قميئة
أنا خريفي اصفرارٌ, و شتائي سقوط
و لكنْ ما يعزِّيني
أنْ أعودَ إلى أرض ٍ طاهرةٍ نقيَّة
ترعرعتُ و نمَوْتُ فيها
و يوماً ما مهما طالَ الخريف
ومهما غزانا الشتاء
سأحيا لأُنبتَ في ربوعنا
معاني العزِّ و الكبرياء
الورقة السوداء:أنا لوني ظلامي
ومعناه انحلالٌ و وهمٌ ومنبرٌ لغوي
أنا ورقةُ الغزو الثقافي
أنا ورقة ُ الاستعمارِ الأجنبي
و أنمو في أرض ٍ
نُثِرت فيها بذورُ التخلُّفِ الفكري
و سُقِيت بماءٍ مستوردٍ مسموم
فغدَوْتُ الورقة َ الرابحة
في أرض العروبةِ والميعادْ
وستزدادُ أشجاري
وستنمو أغصاني
في أرضكم
كلَّما زاد الفسادْ
و ضاعت قيمكم
وصارت أفكارُ المنحلين للأرض السمادْ
ولكنَّ الورقة َ البيضاء آلتْ على نفسها إلَّا أَنْ ترد
و قالت بثقة الشرفاء:
أنا أزهاري مهما بَقَتْ مخبَّأةً في البراعمْ
لا بدَّ مِنْ أنْ تُزهرَ في أرضِ الملاحمْ
و الورقةُ البيضاء
ستَغدو الورقةَ الأولى
مَهما قدَّمت للأرض ِ مِنْ أزهار ٍ و جماجمْ