العلاقات الإنسانية من قرابة او صداقة نكهتها المميزة عندما تكون نابعة من القلب بعيدا عن لغة المصالح من فائدة واستفادة واستغلال للعلاقة..
وعندما تسمع كلمة احبك من انسان ذكرا كان او انثى يقولها لكي يدغدغ مشاعرك من اذنيك ويحلب ما استطاع من جيبك على حساب رصيد الحب المفترض تكون هذه الكلمات التي لاتصل الى حدود القلب ولكنها تغير طريقها لكي تخرج من الاذن المقابلة للاذن التي دخلت منها دون أي تأثير لها على المشاعر لان الحب الحقيقي يتم التعبير عنه بالمعاملة وليس بالكلام
وقد سكن احد الطلبة الجامعيين مع زميل له وكلاهما يتلقى من اهله نفس المصروف ولكن احدهما لا يدخن ولا يستخدم الهاتف المتحرك إلا للضرورة ولا يستخدم ما في جيبه الا بالطرق الصحيحة اما زميله الاخر فلا يفارق الهاتف المتحرك اذنيه ليتحدث الى اهله في مدينة بعيده وخصوصا الماما ليخبرها بعد كل محاضره انه انتهى من المحاضره وبعد الذهاب للبيت انه تناول الغداء وقبل النوم انه ذاهب للفراش وتوصيه الام ان يدفىء نفسه جيدا و السجائر التي يدخنها غالية الثمن وعند العاشر من كل شهر يكون جيبه فارغ حيث غادر المصروف الشهري الى شحن وحدات الهاتف المتحرك والسجائر وقبل منتصف الشهر وفي الصباح عند مغادرته المنزل الى الجامعه برفقة زميله يمر على البقاله ويطلب منه علبة سجائر وكرت وحدات شحن هاتف ويضرب يده على جيوبه بعد ان يفتش محفظته وهو عارف مسبقا ان محفظته وجيوبه ليس بهما الا البطاقة الجامعيه ويطلب من صديقه ان يدفع من جيبه على ان يعيد المبلغ فيما بعد ولكن السؤال من اين سوف يعيد وقد مر نصف الشهر ومصروف الشهر القادم يتلقاه بعد اكثر من اسبوعين ويعود للبيت في الظهيره ويتلقى مكالمة من والدته ويرد عليها سريعا ليخبرها انه لا داعي ان تخسر رصيدها وهو سيتصل بها لاحقا والغداء على حساب الزميل والصديق وشريك السكن ..
وفي صباح اليوم التالي يكرر نفس العملية وبعد اليوم الثالث استيقظ الصديق على نفسه ليحسب ما في جيبه وانه سيجوع في الاسبوع الاخير من الشهر اذا استمر على نفس النهج وفي المساء طلب من صديقه وزميله ان يتحدثا بصراحة وقال له اذا رغبت في التدخين وفي ان تتحدث الى والدتك واصدقاءك على طوال الليل والنهار فهذا يخصك ولكن عليك ان تراهن على ما في جيبك وليس على ما جيوب الاخرين حتى لو كنت شقيقك او والدك فلن احتمل ان اجوع لكي تنفق مصروفك على التدخين ورصيد الهاتف وانا اتصل بأهلي خمسة دقائق للاطمئنان مرة واحده اسبوعيا وليس خمسين دقيقه في اليوم واذا رغبت في الاستمرار فساترك لك الغرفة وابحث عن غرفة اخرى للسكن لانك تدمر نفسك ولا اريد ان تكون صداقتك سببا في ان اتسول رغيف الخبز واذا كانت عواطفك نحو اهلك مختلفة عن البشر فاذهب الى بيت اهلك اذا كنت لا تستطيع للاهل فراقا لان كل ما زاد عن حده انقلب ضده
وهنا انسحب دلوع الماما الى السرير ليتصل بوالدته شاكيا همه من تصرفات صديقه الناكر للجميل الذي يفترض ان يشكره على انه يوافق على السكن معه ولم يكن هناك تعليق من الام على شكوى ابنها سوى تشجيعه على البحث عن صديق اخر يمكنه ان يفهم الابن المدلل