منذ زمن طويل لم أكتب ولم تعانق يداي القلم حتى ظن قلمي أنني قد هجرته إلى الأبد ونسيت طعم وحلاوة الكلمات ....
لكنني عندما شعرت بالضيق والحزن والأسى لم أجد ملجئ إلا قلمي فجمعت الأوراق البيضاء المبعثرة ولملمت الكلمات المتناثرة وهممت بالكتابة ...أم أكن أعي ما سأكتب بدأت الكتابة لمجرد الرغبة بها فقد أمضيت عمري برفقة القلم ولا أقوى على فراقه كل هذا الوقت.
فاجتاحت أوصالي كلمات كثيرة ومعاني مثيرة وهبت الرياح وجاءت بحروف جميلة كان الأمر صعبا في البداية... لكنني عدت إلى السطور رويدا رويدا لأشفي ذاك الغل والحقد القابع في صدري لأريح نفسي من الغضب والقوة والتجبر لأتخلى عن الكثير من الخطايا والذنوب عدت إلى السطور ووضعت عليها شيئا من الشعور بقوة وعنف والقليل القليل من الهدوء والفتور.
عاتبني القلم بشدة وزاد العتاب أخبرني أنني سرقت منه الهناء سرقت منه الرفعة والرخاء وفضلت الأنا عليه تركته مكسورا مبتورا مهجورا.
فأخبرته أنه صديقي ولا أستطيع على فراقه ومهما ابتعدت فسأعود إليه ولكلماته أخبرته أنه بضعة مني ولا أدرك معنى الحياة دونه في بعاده، فأسدل القلم حبره على الورقة وزاد من عتي وسطوة أحرفه وتجلت فيه الرفعة والبهاء والتفت كلماته بالكثير من الزهو والرقي والصفاء فيها رسم الكبرياء فيها أشبع ضعف الضعفاء وقوة الأقوياء ولها خلق الله الألوان ذات المعاني وأعطى الروح لجسد أدم وحواء ورفع العاقل ووضع من مكانة الأغبياء والبلهاء.
لن أزيد من الكلام فيكفي أن أتحدث بطريقة صغار الأدباء والشعراء فأنا لست بشاعر ولست بكاتب وما أنا إلا هاو لا أكتب لأجذب لي الكثير ن المستمتعين من القراء بل أكتب لازداد تعمق في معنى الكلمة وأزداد تبصرا في معنى الحياة.
فشكرا لك يا قلمي أنك أجليت الهم والحزن عن قلبي وأحمدك يا ربي انك خلقت القلم لأهله ولجميع المجانين والعقلاء فكان أول ما خلقت أبدعت خلقه ووضعة في مكانة النجوم ذات العلاء.
نجالسه كل يوم ونخبره ما نخفي في قلوبنا وضمائرنا وعقولنا فيحسن رسمه وتشكيله لن أعطي الكلمات الكثير من السجع والتجميل بل سأكتب ببساطة وسأحسن التدبير والتعبير.
سأكتب بقلمي الذي خلق مرة أخرى في حياتي بشكل سلس جميل
ونثر عبيره في كل السطور ففاح شذا كلماته ذات التأثير
فشكرا لك أيها القلم وشكرا على ما تفعله في حياتي فأنت تفعل الكثير.ولتبقى تلك الكلمات وريثتي إلى الأبد