*الشعوب تتطلع إلى مستقبلٍ في بلدانها ، ولكن
شعوب العرب فمستقبلها بعد أن تغادر بلدانها !.
*امرأة مغربية مهاجِرة تُنتخَبُ رئيسة برلمان هولندا وتصبح ثالث أكبر مسئول بالدولة
،، وفي بلدها الأصلي قد لا تصلحُ حتى طبّاخة في قصرِ أميرٍ!.
*كم من مُهاجرٍ، أو مُهاجِرة عربية لاسيما من بُلدان المغرب تبوّأت مناصب الوزيرة ،
وعضوة برلمان ، ورئيسة بلدية ، وزعيمة في حِزبْ في بُلدان المهجر ، بينما في موطنها
الأصلي لا تصلح لأكثر من ربّة بيت!.
*البرلمان الأسباني ترأس جلسته الأولى مهاجِرة
عربية كأصغر الأعضاء سنّا !.
*في بُلدان أمريكا الجنوبية تبوّأ المهاجرون العرب أعلى المناصب كرؤساء دول ورؤساء
أقاليم ومقاطعات وولايات وأعضاء برلمانات وزعماء أحزاب ,,,بينما في بلدانِ مواطنهم
الأصلية لا يتاحُ لهم المجال ليكونوا رؤساء بلديات ، لأن كل شيء يتمُّ بالانتقاء
باليد كما لو كان خضارا أو فاكهة ، مع الفارق أن من ينتقي الخضار والفاكهة فهو
ينتقي أفضلها، بينما من ينتقي الأشخاص للمراكز والمناصب فينتقي أسخفها وأهزلها!.
*هل من شعوبٍ بالعالم ما زالت تعيش في بلدانها كل أشكال القمع والقهر والظلم
والطغيان والفساد والاستبداد وانتهاك كل حقوقها البشرية والإنسانية ، وكأنها في زمن
الرِقِّ ، إلا الشعوب العربية!.
*هل من حكّام في الدنيا يحولون شعوبهم إلى خدمٍ لهم بدل أن يكونوا خدما لها ،إلا
حكام العرب !. هل من حكامٍ في الدنيا ينظرون إلى مطالب شعوبهم على أنها عمالَة
وخيانة وخسّة وغدر ومدفوعة من الأعداء ويجب أن يُعاقَبُوا عليها بالسحق الكامل ،
إلا حكام العرب!.
*هل من حكامٍ في الدنيا يرفعون شعارَ إما هُم وإما لِتفنَى البلاد والعباد ، إلا
حكام العرب!. هل من حكامٍ تمنع على شعوبها أن تتوجّع لآلامها ومعاناتها وفقرها
وجوعها وظلمها وحرمانها وقهرها ومهانتها ، إلا حكام العرب!. هل من حكام يتلذذون
وينتشون ويتباهون بالانتصار على شعوبهم ، إلا حكام العرب!. هل من حكام ينهزمون
ويُهانون ويُذَلُّون من أعدائهم ، ولا يشعرون بالعار والخزي ، إلا حكام العرب !.
*هل من حكام في الدنيا يعتبرون أنفسهم في حالةِ عِداءٍ دائم وخصومة دائمة مع شعوبهم
غير حكام العرب!.هل من حكامٍ يعتقدون أنهم خُلِقوا ليحكِموا فقط ، وسواهم ليُحكَمَ
فقط ،غير حكام العرب !.
*هل من حكامٍ يختزلون الأوطان والشعوب والوطنية في أشخاصهم ،وهم الأبعد عن
السلوكيات الوطنية ، غير حكام العرب!. هل من حكامٍ فشلوا في كل شعاراتهم وخططهم
التنموية ولا يغادرون مراكزهم، ويفسحون المجال لأبناء وطنهم الآخرون ليصلحوا ما
خرّبوه ، إلا حكام العرب!.
* هل من بُلدانٍ في الدنيا تتوفر فيها كل مُبررات الثورات ، مليون مرّة ، أكثر من
بلدان العرب !. هل من حكامٍ بالدنيا يرهنون أوطانهم للأجنبي كي يبقيهم في السلطة
والحُكم ، سوى حكام العرب!. هل من حكامٍ يعاملون شعوبهم كما لو كانت قطعان مواشي ،
سوى حكام العرب!. هل من بلدانٍ ما زالت تُحكَمُ بعقول المافيات والعصابات ، وما
لفَّ لفيفهم من أزلام وأتباع وأقارب ولاعقين ومنبطحين وتافهين ، سوى بلدان العرب!.
هل من شعوبٍ تعيش غريبة في أوطانها لأن حريتها وإرادتها ومشيئتها مسلوبة بالكامل ،
إلا شعوب العرب!. هل من حكامٍ يُصرُّون أن يحكموا من المهد إلى اللحد، ومن القصر
إلى القبر ، سوى حكام العرب!.
*في بُلدان العرب لا يحتاج المرء إلى شهادات علمية ، ولا كفاءات ، ولا علم ولا
معرفة ولا خبرة ، وإنما يحتاج فقط إلى دعم وواسطة ، وهذا يكفي ليكون حامل شهادة
ثانوية ويرأسُ كوادرَ تحمِل شهادات الماجستير !. في بلدان العرب لا يحتاج المرء إلى
لغات أجنبية ولا شهادات عليا ، فيكفي أن يحصل على شهادة جامعية ولو بعد عشر سنوات
من التسجيل ، أو إذا لزم الأمر من جامعة لبنانية تمنح الشهادات بالواسطة ، ومن ثمَّ
يصبِح سيِّدا على أكفأ الكوادر التي تحمل أعلى مستوى من الشهادات العليا ، وتتقن
أفضل اللغات الأجنبية، التي يفتقر المدعوم إلى معرفة جملةٍ بها!.
*في بلدان العرب وحدها يتندّر الشرفاء لأنهم لم يكونوا لصوصا ، ويتنعمون هم
وأبنائهم برغَد العيش والترف ، كما كل اللصوص وأولادهم !. فاللصوصية حالة من
الشطارة والمهارة والذكاء وليست حالة من الفساد !.
*طالبٌ يقول لأبيه : أولاد (فلان وفلان) يعيشون حياة الرخاء ويجلسون ويصرفون في
أفضل المطاعم والمقاهي ، ولا يتنقلون إلا بسياراتهم الخاصة ، ووالدهم كان موظفا
بالدولة كما أنتَ ، فلماذا نحنُ لسنا كما هُم !. يجيبُ الأب : يا ولَدي هؤلاء ليس
رزقهم حلال ، إنه استغلالٌ وفسادٌ ولصوصية وسوء أمانة !. يجيبُ الولدُ : كيف يكونون
لصوصا ومستغلين وفاسدين ولا يكونون بالسجون !. أمَا كان بإمكانك أن تفعل مثل آبائهم
وكنا نعيش اليوم كما أولادهم؟!.
*نعم جيل بالكامل انتزعَتْ أخلاقهُ ، وباتوا يطمحون ليعيشوا كما أبناء الفاسدين
والمُفسدين حتى لو كان على حساب النزاهة كما غيرهم، ممن لم يطالهم أي حسابٍ ولا
عقاب !. بل أنكى من ذلك ، يوزعون وطنيات !.وينعتون الوطني باللاوطنية ، واللاوطني
الواضح للعيان بالوطنية !.
*ما معنى الوطن إن لم تعِش به بكرامة وعِزّة وحرية وإرادة ، وإن كنتَ به كما السائح
الغريب ، لا قول ، ولا فِعل ، ولا مشيئة، ولا إرادة ، ولا وظيفة ، ولا عملٍ ، وعليك
أن تتصرّف حتى تسلمَ وكأنه لا عيون ولا لِسان ولا أذان لك ، ولا تختلفُ عن أي صنَمٍ
معروضٍ في متحفٍ وطني !.
*في الإسلام ، الزكاة تجوزُ ، وحقٌّ لكل من لا يكفي دخلهُ قوتَ شهرهِ !. فألَا
يستحق 80 % من الشعوب العربية الزكاة ؟. كم سبارتكوس تحتاج بُلدان العرب لتحرير
شعوبها من نير حكامها ، وليس من نير الاحتلال الأجنبي ، هذه المرّة !.
*أحدهم (ثورجيا تقدميا) يقولُ لرجلٍّ مُسنٍّ : أنتم جيل الرجعية والتخلف ونحن جيل
التقدم والوطنية! فيجيبهُ ، كلامك صحيح يا بُني ، فنحنُ أرجعنا الاحتلال الفرنسي ،
وأنتم قدّمتم الاحتلال الإسرائيلي !. نحنُ كان شعارنا الدين لله والوطن للجميع ،
وأنتم شعاركم الوطنُ لله والطائفية للجميع !.
*بلدانٌ متقدّمة ، بمقدار ما تعمل وتتعلّم وتمتلك من المؤهلات العلمية ، تحصُد ،
وبلدانٍ متخلفة بمقدار ما تتمتع بالواسطة والدعم فقط ،تحصُد ، حتى لو كان مكانك
الطبيعي معلٍّما في مدرسة ابتدائية لا غير !.
*كم من المُهاجرين باتوا في الغرب من كبار العُلماء ، وكبار رجال الأعمال والسياسة
، لو كانوا في بلدانهم لربّما كانوا في السجون ، أو قاعدين في بيوتهم لأنهم ليسوا
من عَظمِ رقبةِ هذا المسئول أو ذاك ، وليسوا من عظام رِجلِ هذه المسئولة أو تلك !.
*أنظمةٌ عربية من غربها إلى شرقها ، لا تحترم عقول أبنائها ، وتتباهى بشطارتها
بالكذب عليهم بكل شيء، ولا تقيم وزنا لأي مواطنٍ مهما كانت خبرته وكفاءته ومؤهلاته
ونزاهته ووطنيته وتضحياته ما لمْ يكُن من طبقة أهل الدّعم ، هذه أنظمة لا فرق بين
مسئوليها ودواعشها ، فكُلٍّ يُحطِّم ولكن كلٍّ على طريقته!. هذا يُحطِّم بطريقة
تقدمية وذاك يُحطِّم بطريقة رجعية والنتيجة واحدة ، على مبدأ ، من لم يمُتْ بالسيف
ماتَ بغيرهِ تعددت الأسباب والقتلُ واحدُ !.
*بُلدانٌ تحكمها أنظمة كما تلك العربية التي نراها على طول وعرض الساحة العربية ،
لا تعتبرُ المواطن مؤدّبا ومتربِّيا ، إلا بمقدار ما يُجيد الخنوع والخضوع ويستمرئ
المهانة والمذلّة ، ويُسبِّح بحمد جلّادهِ وظالمهِ ومُستعبِدِهِ ، هذه بُلدانٌ
مهزومة من داخلها ، قبل أن تنهزم من قبل أعدائها !. هذه أنظمة تقود بلدانها من
الوراء إلى الوراء وليس من الأمام إلى الأمام !.
*في زيارةٍ لإحدى الجامعات العربية مع أستاذٍ جامعي في أواسط السبعينيات ، نظرَ
الأستاذُ إلى أبنية الجامعة وتنظيمها وقاعاتها ، وفخامتها ، وحدائقها ومستلزمات
العملية التعليمية بداخلها ، وإلى بيوت أساتذتها ، ثم قال بِحسرة : كم هو جميلٌ أن
تأتي بِمن يُفكِّرُ عنك إن لم تعرف كيف تُفكِّر أنت!. ولكن أن لا تعرف كيف تُفكِّر
ولا تسمح لِمن يُفكِّر أن يُفكِّر ، فهذه مصيبة !.
*ويستغربون لماذا تغادر الشعوب العربية أوطانها لتبحث عن أوطانٍ أخرى تجدُ فيها
مستقبلها وحريتها وكرامتها !.
*نعم لا شيء في الدنيا يضاهي الوطن ومحبة الوطن والشوق للوطن والعاطفة نحو الوطن ،
ولكن ألَم يقُل الرسول (ص) وهو ينظرُ إلى مكّة قبل أن يغادرها : إنكِ لأحبُّ أرضِ
الله إلى قلبي ولو أن أهلكِ لم يخرجونني منك لما خرجتْ !. لا يوجدُ مواطنٌ إلا
ويَعتبرُ وطنه أحبُّ مكان في الدنيا إلى قلبهِ ، ولكن ما هو الحلُّ إن اضطرّهُ
الحُكام والأنظمة إلى مغادرته !!.والأدهى أن تجِد نُخبا متعلمة ومثقفة (كما تدّعي)
توظِّفُ ذاتها كما كــــ .... الحراسة ، تنبحُ ليل نهارٍ على كلٍّ مواطنٍ وطني
شريفٍ يتطرَّقُ بكلمة لتلك الأنظمة !!.
*مسكينةٌ هذه الأمة ، ومسكينةٌ شعوبها ، كم تحتاج للشفقة من شعوب العالم كله !.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts