تَغارُ المدائنُ ، إِذْ تُذْكَرِينْ
فتَخفِضُ هامتَها و الجبينْ
و تُبدي الولاءٓ و كلَّ احترامْ
و تُعْلِنُهُ ببلاغٍ مُبينْ !
سأُقْسِمُ باسْمِكِ بعدَ الإلٰهِ
وَ بالتِّينِ ثُمَّ ، بطورِ سنينْ
أعوذُ باِسْمِكِ مِنْ كلِّ شرّ
و مِنْ كُلِّ خَطْبٍ صنيعِ اللّعِينْ
ألوذُ إليكِ التماساً لأمنٍ
و دفءٍ ، فأنتِ الملاذُ الأمينْ
بقُربِكِ تهدَأُ نفسي و تقوىٰ
فلا تخشى شيئاً و لا تسْتكِينْ
وفي البعْدِعنْكِ أخافُ وأ شقىٰ
و لَيلِي يَصيرُ ثقيلاً حزينْ
أهيمُ بحبِّكِ شوقاً و وصلاً
و أعشقُ سُكّانَكِ الطّيبينْ...
ولا يمضي يومٌ مِنَ العمرِ إلّا
و أَهفو إليكِ ، أَرِقُّ ، ألِينْ
فأذكرُ دوماً ، مواسِمَ جنْيٍ
وَ كَرْماً و بيدرَ قمحٍ ، و تينْ..
و قِصّةَ عشقٍ و همسَةَ صَبٍّ
على نبْعِ ماءٍ ، نقيٍّ مَعِينْ .
و كيفَ تصيرُ الدّوالي نبيذاً
و خمراً يُنادِمُ حُوراً و عِينْ !
أحِنُّ إليكِ و أشتاقُ جدّاً
و شوقُ المُحِبِّ شديدٌ متينْ
أحدِّثُ عنكِ بكلِّ اللُّغَات
و أروي الملاحِمَ لِلحاضرينْ
فَصِيتُكِ ذاعَ ، بكلِّ مكانٍ
و ذِكْرُكِ غطّىٰ على السّالفينْ
أُفاخِرُ فيكِ و أسمو وإنِّي
لَأَعْلَمُ سِرَّكِ عِلْمَ اليقينْ
فآثارُ عزِّكِ ، تُبْدِي رُقِيَّاً
وَ تُنْبِيْ عَنِ المجدِ في كلِّ حينْ
و لوَحةُ عزفِ الصّبايا، و نحتٌ
عتيقٌ ، و آثارُ كنزٍ دفينْ..
و أمجادُ قومٍ تخطُّ سطوراً
تُضِيءُ و تزهو مَعَ الخالدينْ
فتاريخُكِ الفذُّ عبرَ السنينْ
يُخَلِّدُ مجدَكِ يا \\\"مريمينْ\\\" !
لَئِنْ مريمٌ بشموخٍ تَسامَتْ
و باهَتْ بقدرٍ رفيعٍ ثمينْ !
فَقدْرُكِ جلَّ ، و عزَّ مقاماً
فأنتِ تَكُونينَ منها اثْنتينْ !
فِداءٌ أنا لِرُباكِ ، و سهلٍ
لِماءٍ ، لِحَبّاتِ رملٍ و طين
و أبذلُ دونكِ كلَّ نفيسٍ
وَ أفديكِ بالرّوحِ لو تطلبينْ
فَنَسْغُكِ يسري بكلِّ عروقي
و ينداحُ كالفجرِ غَيْرَ ضنينْ
بميمٍ ، و راءٍ ، فياءٍ ، و ميمٍ
و ياءٍ ، فَنُونٍ ، تَوالى الرّنينْ!
حروفٌ تضوعُ عبيراً و عطراً
كما الوردُ و الفلُّ و الياسمينْ
كلامي بحقِّكِ نزرٌ يسيرٌ
و نُقطةُ بوحٍ ببحرِ الحنينْ
فأنتِ الفضاءُ الَّذِي لا يُحَدُّ
وجذرُكِ في الأَرْضِ صلبٌ مكينْ
و أنتِ القريبةُ مِنْ نبضِ قلبي
و أقربُ منَّي لحَبْلِ الوتينْ
لكِ المجدُ في العلياءِ ، و ذِكْرٌ
تناهى إلى أبدِ الآبِدينْ .
https://www.facebook.com/you.write.syrianews