الحب والصداقه علاقات انسانيه اجتماعيه يستخدمها الكثير من ابناء البشر ومعظمها سطحيه ولا علاقة لها بالجوهر الحقيقي للحب او للصداقه وهذه العلاقة بين شخصين يمكن تشبيهها بكفتي ميزان
والصدق هو عمود التوازن والاتزان وبدونه يكون خلل الميزان جوهري ولا يمكن تسميته ميزان واذا كان في احد كفتي الميزان قبل نشوء العلاقة مصلحة انانيه وغرض اشباع شهوة او غريزة او استغلال من أي نوع مالي او معنوي يطمع الانسان لتحقيقه ويبني العلاقة بعد التخطيط المسبق لتحقيق اهدافه فان العلاقة يمكن ان ترى النور مؤقتا لغاية تحقيق الاناني لهدفه وبعدها ينسحب او يفتعل خلاف حتى ولو تافه للانسحاب من العلاقة او قلبها الى النقيض
ويمكن لمن جمعتهما علاقة حب او صداقه ان يستعينا ببعضهما او يتعاونا او يساند احدهما الاخر ولكن الامر هنا مختلف لان تبادل المصالح والتعاون لم يكن هو الاساس بل اعقب العلاقة وهذا لا يضر بالتوازن بين كفتي الميزان وحتى لو ساند احدهما اكثر من الاخر فان هذا لا يشكل خللا في توازن العلاقة ومصداقيتها لان الاساس هو النوايا الصادقه النابعه من اعماق النفس وليس هدايا او ولائم او كلمات منمقه جميعها مقدمات لتحقيق اغراض اكثر قيمة من الطرف الاخر ويمكن اعتبارها كالطعم للسمك
وهناك من الناس يصاب بالاحباط لكثرة ما عانى من مصائب بسبب مسلكيات انانيه من بعض بني البشر ممن يعطيك من طرف اللسان حلاوة ولكن اعماقه ثعلب ماكر ولهذا علينا ان لا نشعر بالاستغراب من اناس هادئين لا يتسرعوا في التعمق بعلاقات مع غيرهم ليس لانهم يعشقوا الوحده ولكن لرغبتهم في علاقات حقيقيه
فالصديق والحبيب الذي ينقلب عدوا بسبب موقف تافه لا يمكن الاستمرار في علاقة معه لانه بين اثنين اما انه جاهل في حقائق البشر وسطحي طائش او انه اناني انتهازي انتهى من تحقيق هدفه او عجز عن تحقيقه وكلاهما لا يمكن المراهنة عليه لان الاناني لا يرى في الدنيا سوى اتجاه واحد لبوصلته التي تؤشر على مصلحته دائما وكل ما يفعله لاشباع انانية حبه لنفسه وللمال او للسلطه اما الجاهل فهو عدو لنفسه ومتقلب المزاج ومضطرب النفس ووقوفه الى جانبك اليوم لا يمنعه من الوقوف ضدك او طعنك غدرا في اليوم التالي وتكرار الامر وهذه الفئة الابتعاد عنها غنيمه وراحة للنفس لان العلاقة معهم لا يجنى منه سوى الضرر والمشاكل والخسارة والندم