قبل الأحداث بأكثر 
من ثلاث سنوات ، في ملتقى البعث الحواري ، كان نقيب الصحفيين آنذاك يحاضر في تطور 
الإعلام في سورية .
في مداخلتي قلت له عن أي تطور تتحدث ، تحدث عن الوقوف بالمكان إذا لم أقل عن التأخر 
والتخلف والانغلاق وعدم وجود المهنية ، تحدث عن الخطاب غير المدروس والعمل غير 
المهني والإعلام غير الفعال ، عن قلة الكفاءات وعن عدم وجود دورات التأهيل وضعف 
الكوادر.
وتابعت : هل يستطيع إعلامي سوري 
أن يصمد في مناظرة تلفزيونية أمام الآخر أياً كان ، وهل يستطيع إيصال رسالته كما 
يريد ولمن يريد .
تحدثت وقاعة المركز الثقافي بمدينة التل مليئة بالحضور ، عما يجب أن نفعله لنطور 
إعلامنا .
وبعدي تحدثت إحداهن لتصف المحاضر بأنه الذهب العتيق وكأنها تريد أن ترد ، عرفت أنها 
فهمتني خطأً لأني أحترم كل الناس وأقدر عملهم ولم أقصد الشخص عينه ، ولكن أن نجامل 
بعضنا ونختبئ خلف إصبعنا ، ونتحدث عن أننا نتقدم ونحن نتأخر أمر آخر .
هذا أحد الأسباب التي جعلتنا غير متأهبين لمعركة التضليل والتهويل التي رافقت 
الأزمة خاصة في بداية الأحداث حيث وقف الجميع يتفرج ، ثم بدا إعلام الأزمة بعد ذلك 
نشيطاً بعض الشيء بسبب ما فرضته الوقائع .
كلنا نعرف أنه في الأزمات وعندما يجد الجد يتضاعف الجهد وتظهر الوطنية الصادقة 
بأجمل مظاهرها ، لكن هذا لا يبرر أبداً تقصيرنا السابق في هذا المجال وغيره ، 
تقصيرنا فيما كان يجب علينا فعله لتطوير البلد وعدم السماح بوجود الثغرات التي 
استغلها الآخرون في تسعير الحرب الكونية ضد سورية .
وبعد أتمنى أن يكون الحدث – بعد زواله قريباً - حافزاً لتطوير إعلامنا .
https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 
      






