أحجزُ لنسياني تذكرةً معي في كل رحلةٍ إلى أناي .........
فأراهُ منشغلاً عني بتقليب أحداثِ حياتي أمامي .........
يشاغب ويستدرجني إلى متاهات تلك الأيام العصيّة على الذبول .........
ثم يستأنفُ سباتهُ مع أفكاري التي تشي بي عند كل إشارةٍ ضوئيّة لخيالي .........
ألجأُ إلى قلمي الذي أتعبهُ نزيفُ أعماقي .........
قلمي الذي عقد اتفاقيتهُ القديمة مع نسياني حيثُ باعهُ عمرهُ في لحظة جنون .........
يتربّعُ نسياني مغروراً هامساً لقلمي :
مهما ظننت نفسكَ تمتصُّ عمر الأفكار القديمة في كل لحظةٍ فأنتَ واهمٌ بإنجازاتك الرتيبة الدائمة التكرار فلا حياة لكَ بدوني .........
فأنا قطرات المطر النديّة في حدائقكَ البيضاء .........
أنا البوحُ المتردد الصدى في ظلال رزنامةِ وحدتك .........
أنا الذاكرة المستديمة والأشجار الواقفة عند ممراتِ العبور إلى كل ثانيةٍ جديدةٍ تخترقها أيامك .........
يقطر قلمي كلماتٍ ربما هي كلماتي :
حقاً إن العمر الماضي يكمل حياةً سرّيّةً داخل كهوف أفكارنا المظلمة دونما أن نشعر .........ويقفز كحصانٍ هائجٍ في لحظات غير متوقعة ممزّقاً أزرار صمودنا .........
فيحملنا أوزارهُ ويمضي من جديد ليعود من جديد مع تقلبات مناخية أكبر كل مرة ......
ومع هزات أرضية تترك فاجعة عند بوّابات الدموع .........
أفكرُ بذهول :
قلمي ينزفُ نسياني ......... لامفر من حقيقةٍ تجمّدُ بركانَ الأعماق كهذه .........
لا مفر من تلك الدّوامة المستمرّة الروعة عند مطبّات الذهول .........
بقلم نسيااااااااااااااااااااااني
https://www.facebook.com/you.write.syrianews