في الآونة الاخيرة كثيرا ما
اصبحنا نسمع بفكرة هجرة المسيحيين من الشرق منشأ المسيحية (2000عام) و قد انقسمت
الآراء في هذا الموضوع باتجاهين :
الاول وهو انتماء المسيحيين لهذه الارض, ارض منشأهم و حضارتهم منذ الفي عام و
بالتالي من الصعب التخلي عنها و هجرها والتنازل عن الارث الحضاري والتاريخي و
الوجودي للهوية المسيحية في المنطقة والذي دافع عنه آلاف الشهداء في سبيل ايمانهم
الثاني بأن المسيحي مدعوا في حياته لتقبل الكلمة و عيشها و التبشير بها كمبدأ اساسي
لايمانه بالتالي ما يهم هو عيش مفاعيل الكلمة و التبشير بها في كل مكان و زمان بغض
النظر عن ضرورة الالتزام بمكان محدد او بلد ما وهكذا بشر بعض الرسل
و بين هذين الفكرين اختلفت المواقف هل نبقى و نتقبل واقع الاضطهاد و الموت على حساب الحفاظ على الوجود الحضاري الفكري للدين المسيحي في المنطقة ام نتخطى هذا المنطلق لنتجرد من فكرة الانتماء للارض و التراث على حساب عيش الإيمان و الكلمة و ضمان الاستمرارية ؟
كلا الاتجاهين يملكان جزء من الحقيقة و احياناً الحقيقة تكون اختيارية بمعنى ان
نأخذ ما يتناسب منها مع مصالحنا و اهدافنا لذلك بعض الناس تتمسك بالعقيدة و بعضها
بالحياة و الاستمرارية لكن في النهاية علينا ان نأخذ الامر بمنظور منطقي و شامل
بمعنى اذا كان وجودي مهدد بالموت و الخطر المحتم و بقائي لن يغيير الموازين او يؤثر
في قلب المعايير او في حماية الآخرين فليس من الصواب البقاء لأن وجودي لا يحمل معنى
التضحية او الفداء انما الانتحار و الله دعانا للحياة و ليس الموت
و ان كان لبقائي امل في الاستمرارية و المساهمة في النهضة و خلق التوازن من خلال انفتاح الآخر على ثقافتي و تقبل واقع الاختلاف و السعي للحوار المشترك بعيدا عن الجدل السياسي ومنطق الاقليات و الاكثريات فهنا لا بد من التضحية و تقبل حقيقة المعاناة كجزء من رسالتي و ايماني و تشاركاً للواقع بجميع مكوناته مع الآخر
بالنهاية يبقى منظوري للموضوع مجرد وجهة نظر و كل انسان سيحكم على الفكرة من حالته
الخاصة و درجة المعاناة التي قد لمسها من الازمة و لكن المهم هو ان لا نختلف على
ايماننا و رسالتنا حيثما ذهبنا و ان نبقى رسلاً السلام.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews