إن
كنا نتناهى في الصغر بالنسبة لعظمة الكون
و حياتنا لا يمكن اسقاطها على محور الزمن الممتد من ؟ إلى ؟
و قدرة إدراكنا لا يمكن لها أن تستوعب الكون كله
فما هو المطلوب منا
ولدنا ووجدنا
أنفسنا نسير على طريق سار عليه من قبلنا ذوينا لماذا لا نعرف و أيضا هم لا يعرفون و
لكنهم يواسون أنفسهم إلى درجة الاقناع بأن هذا هو الطريق الصحيح لا و بل أكثر من
ذلك بأنه لا يوجد طريق غيره سالك
من يدري ...
وولد أطفال غيرنا في هذا العالم و فعلو مثل ما فعلنا تماما و لكن طريقهم كان مختلفا
عن طريقنا طبعا طريق ذويهم
و بعد أن صعدنا على قمة مرتفعة بعض الشيء شاهدنا العديد من الطرق و الكثير من البشر
يسيرون عليها
هل تعلمون ما الذي حصل حينها...
أمضينا الطريق كله و نحن نسخر من طرق الأخرين ووعورتها و أنها مسدودة النهاية و
طريقنا فقط هو الطريق السالك
و عندما سكن الليل أطرقنا السمع فسمعنا الأخرين يتحدثون نفس الكلام كل يمدح طريقه و
يذم طرق الأخرين
كل ما سبق لم يكن كارثيا لكل امرىء قناعاته...
و لكن المصيبة الكبرى عندما قررنا أن نقنع الأخرين بصحة طريقنا و ضلال طرقهم و
رويدا رويدا تحول هذا الإقناع لدى البعض منا إلى الإجبار بالقوة رأفة منا بهم لكي
نصحح لهم مسارهم
و من شاهدناه يخرج من طريقنا ليسلك طريق أخر منعناه و لو بالقوة...
و هكذا أصبحنا القائمين على مصالح البشر و نصحهم بشتى الطرق حتى أضعنا طريقنا و لم
نعد نسير إلى الأمام بل نحارب كل من حاول السير على طريق أخر مهما كلف الثمن
حبذا لو تفرغ كل منا لزراعة جوانب طريقه بالأشجار و زينه بالورود و اشتغل على تمهيد
ما توعر منه لكان من السهل جدا جذب من لم يجد طريقا سالكا اتباع الطريق الأجمل و
الأسهل.