بدأ كل شيء كما يبدأ أي حدث عابر في
حياتنا اليومية, مثل إلقاء التحية على جار قريب, أو مشاهدة مسلسل تلفزيوني , أو حتى
كمرور غيمة صيفية
و لكن هذه المرة لم يكن عابرا, بل تحول إلى عتمة شديدة وكأننا نغوص في بحر من الحبر
الأسود الذي لا قاع له
في هذا الزمان...
أصبح الأنسان يستيقظ على الخوف, و يتنشق في الصباح القلق و التوتر مشحون بأصوات
الرصاص و القذائف و أخبار من فَقد و من فُقد,
في هذا الزمان أصبحت الابتسامات بلاستيكية ,تخفي أهوال الحاضر و المستقبل,
في هذا الزمان أصبح السؤال عما سنأكل أو كيف سنصل بسلام أو هل سنعيش لنشهد شروق
الشمس من جديد هو الهوس الأعظم
في هذا الزمان أصبح القريب بعيداً, و البعيد أختفى تماما و ينفرد كل إنسان بنفسه
في هذا الزمان تساوت الحياة والموت عند معظم الناس , و أصبحت التسلية الوحيدة التي
تكسر صمت الأيام , هي أصوات تلك المفرقعات المصحوبة بالموت
في هذا الزمان أصبحت زهور الشام معطرة بالبارود , و مياه بردى أرتوت بالكثير الكثير
من دماء أهله, و اكتست الأعياد بألوان الحداد
في هذا الزمان تكسرت كل المقدسات و أولها نحن...
أسأل نفسي أحيانا...
هل تعود تلك الأيام البسيطة الغنية بالدفيء والأمان لهذا الزمان؟
ضنت الظروف علينا بلمحات الإنسانية حتى كتب قلمكم الشريف هذه الروعة لتلقي الضوء على ما كنا وما ألت إليه أحوالنا . شكرا من القلب وفي إنتظار المزيد من الوسطية وعدم التطرف والرحمة بسوريا التي تنزف أبنائها صبح مساء