كان يمشي متعثرا بين انقاض حارات حمص القديمة
لم يخف الارهاق ملامحه الوسيمه
ولا الثياب الرثة اخفت فتوة جسده الذي لم يتعد بداية الثلاثينات
اقتربت منه سائلا عم تبحث يا أخي
اجاب : ابحث عن المحبة والسلام
قلت : المحبة هجرت القلوب وحمائم السلام عششت آمنة بعيدا
اما هنا فلن تسمع الاصوت الرصاص ولن تر الا دخان الحرائق
اجاب : لأنكم تسمعون بآذانكم وترون بعيونكم
قلت : لن تجد من يرى بقلبه فالحقد اعمى القلوب ولا كلام الا للسيف
اجاب : من أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ
وأردف قائلا هل تساعدني لنبني ما تهدم
ابتسمت على مضض واجبت : ماذا نستطيع ان نعمل انا وانت و الازمة كبرت حتى طاولت روسيا وامريكا
اجاب : لوكان بقلبك ذرة ايمان لعملت الكثير
عندها ادركت بأن مصابه عظيم فآثرت الصمت فماذا سيفعل ايماني امام هول الدمار هل سيحي القتلى ام يوقف القتال
اكاد اجزم بأنه فقد كل شيئ فلم يعد يملك الا بضع افكار صوفانية لا تحل ولا تربط
اما انا فلدي ثلاثة اطفال تكفيني همومهم
نظر الي وقال : اتعبتني افكارك اكثر من اقوالك
بدا وكأنه قرأ افكاري فقلت مجاملا:
لم ارك سابقا في حمص هل انت غريب ؟
اجاب بحزن :
نعم انا غريب ............ لقد اصبحت غريبا
هممت بالمغادرة غير انه قال لي : هل لك ان تصلي معيي
اجبت :واين نصلي الجوامع دكت والكنائس هدمت
قال : لا حاجة لجامع اوكنيسة نصلي هنا على قارعة الطريق بجانب هذه الصخرة وتحت بقايا شجرة الزيتون المحترقة هذه
ادرت ظهري معتذرا
غير انه فتح ذراعيه حتى كاد يضمني
مشيت.......
ولكنه لم ينزل ذراعيه وفي نظرة اخيرة
رايت
..........ندبة على راحة كل من كفيه.........
كلنا اصبحنا غرباء...غريب في مدينتي..غريب في حارتي..غريب في بيتي..