
بعد مرور عــام و نيف على بداية الأحداث في ســوريا، علينا أن نستطلع برؤيــا شــمولية النتائج التي تجسدت في "" حقيقة لا يمــكن تجــاهلــها "" ضمنت دلائل جلية تتباين في خطورتهــا و تتواصل في التسلسل التالي:
1- دمــار و تخريب البنــى التحتية للمتلكات 
الخاصــة و العــامة 
2- تقــويض الإقتصــاد الوطنــي 
3- تهجيــر الأهــالي من مدنهم إلى مدن أخرى لرفــع منســوب الضغط المعــاشـي في 
كبــرى المحافظــات السورية ، مثل دمشــق و حلب ، علاوة على تدفق اللاجئين السوريين 
إلى المناطق الحدوديــة في دول الجوار ، تــركيــا – الأردن – لبنــان لإستبدال 
تعريف المواطنة بالتوطين ولإستخدامهم كغطــاء إعلامــي من قبــل دول تجــاهر علناً 
بعــدائها لسوريا كدولة ذات ســيادة. 
4- العمل على تزكية نــار الفتنة الطائفية بين مختلف مكونات الشعب السوري و تدمير 
أسس التعايش السلمي ""على مبدأ الدين لله و الوطن للجميــع "" و إستعباد العقول 
لجعلها مسعورة بحق عيشــها على مبدأ طــائفتهــا و منظور إنتمائــها بمفاهيــم 
عقيــدة يغلب عليها شــرعية تكفير الآخــر و ضرورة تهجيره إلى منــاطق أخــرى 
توافقــاً مع مشــروع لتجزئة سوريا حسب الطوائف و التعداد و الإنتماء علاوة على 
دعــم الرأي التوحدي بمنظور المعارضة والموالاة و إفتــاء الإبادة بحقهم تحت مسمى 
الحرب الأهلية لأنهم لا يتماشون مع آرائهم ومعتقداتهم المستوحاة من ظلمات الجهل و 
البهتان.  
هؤلاء لم يعودوا يقبلوا رؤية مجاور لهم من غير طائفة أو دين و صار القتل و الخطف و الإغتصاب اليومي غنـــائم بالنسبة لهم حلال في أفكار شيطانية لابد منها تملكت أفكارهم و تجسدت في تغيير ملامحهم و تصريحاتهم غير واعين الحلال و الحرام طالما أنهم قد إشتروا الضلالة و نصبوا لأنفسهم من يفتي بشرعية أفعالهم بجواز عبور إلى جنة لا شجر فيها و لا ثمر ، إنمــا سراب سينجلي إلى جهنم و نــار تحرقهم بشــرور أفعالهم.
5- إستهداف عقول الشباب الناشئ سواء عن طريق الإعلام السلبي و الندوات الدينية 
المتطرفة، بالإضافة إلى جذبهم إلى شبكات التواصل الإجتماعي التي وصلوا من خلالها 
إلى خصوصية الأسر السورية و نجاحهم في تزكية التمرد من قبل الشباب على أولياء 
أمورهم و جرهم إلى أزقة الحواري و شوارع المدن للهتافات المعارضة و التصوير و حمل 
اللافتات المعدة أصلاً بعبارات مسيئة و لمقاطعة مدارسهم و جامعاتهم و معاداة 
أصدقائهم تحت قبة التمايز في المعاملة لبعضهم البعض على أسس تنسب إلى الطائفية و 
الموالاة و المعارضة، حتى صار هؤلاء الشبان الناشئ دروعاً يصطف ورائهم مرتزقة 
يحملون السلاح و يقتلونهم و من ثم يحملونهم على على الأكتاف مكبرين مهللين و الله 
بريء منهم، و ترمل الأسر و تفجع العائلات بفقدان أبنائهم و يرونهم على عديد من 
المحطات تحت تسميات شهداء إستأجروا من يقتلونهم وحشدوا كل الإمكانيات ليصلوا إلى 
مبتغاهم ، و الميت تحت التراب إندثر بينما قتلته يسرحون و يمرحون لاهثين وراء غيره 
ليقتلوه و يقبضوا أجرهم غنيمة إجرامهم و لايأبهون حتى و لو مات كل الشعب السوري.
6- الأخــطر من كل هذا كله إستدراج التدخــل الخارجي من دول لم يشهد لها التاريخ 
إلا بعدوانيتها وإستعبادها للشعوب و بغضها للعروبة لأنها تناقض سياساتهم 
الإستعمارية و تهدد حكوماتهم وملحقيهم من ملوك و رؤساء لا عرب ، و هذا ماحصل للأسف 
في دخولهم أراضينا و التنقل بين المدن متعاطفين منافقين بأقنعة براءة خبيثة 
متجاسرين على سيادة و هيبة الدولة و تغليب الإحتياجات الإنسانية على متطلبات الشعب 
السوري كأننا متسولين في أرض الخير و نعيش في أرض قفراء لا تاريخ لها و لاحضــارة.
((( هذه حقيقة لا يمكن تجــاهلــها و ما خفــي 
أعظــم )))