syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
قصيدة طائرة ورقية ... بقلم : بسام محمد خبية

وأنت تمشي في تلك الحارات

لا تسمع سوى ضحكات أطفالٍ صغار

يلعبون بباب الدار


لا تهمهم نشرات الأخبار

ولا مسلسلات الكبار

ولا حتى حكايات الجدة عن الأشرار

 

عن وحش يفتح فاه

يبتلع الشمس... وكل الأقمار

وفجأة

تبدو لهم في السماء

طائرةٌ ورقيةٌ

يصرُّ عمار على أن يتبعها

يركض وراءها

فيصرخ أحمد مذعوراً من خلفه:

لا يا عمار إنها مركبة الاشرار

أتذكر؟ رسمتها الجدة مرة ً

على سطح الدار

 

إرجع

عمار ...... عمار

فيلتف عمار وهو يركض متلهفاً و يقول:

لا يا أحمد

إنها طائرة ورقية

ترسل ألواناً ذهبية

ترسم علم بلادي

في عيد الاستقلال

هكذا قالت آنسة الفصل ... رقية

 

يتبعها عمار سعيداً

يلوح لها... يناديها

فترسل من بعيدٍ

خيطاً ذهبياً

فيضحك و ينادي لرفيقه: أحمد .... أحمد

انظر ...... خيوطٌ ذهبيةٌ

و فجأة ....

يسود الأجواء وجومٌ و ذهولٌ

و تعلو الأصوات و الصرخات

فيعجب أحمد و يتنهد

و يركض نحو "الخيط الذهبي"

 بكل براءة و سذاجة و ينادي:

نعم  إني هنا

 إني هنا ... هي هي

يرفع رأسه فيراه متجهاً نحوه

فيضحك و يرقص فرحاً

وأحمد ينظر من بعيد نحوه

 

ويلوح .... ويصرخ..... و ينادي:

لا يا عمار .... لا لا لا......

ولكن ..... و بعد حينٍ ..... يركض أحمد نحوه

فلا يجده ...... لا يجد شيئاً

كل ما يجده هو أشلاءٌ

و أمصالٌ مبعثرةٌ هنا وهناك

فهذا رأسه و تلك قدماه

 و هناك يداه الرقيقتان و فيهما أقلام و ألوان

 

نعم ....  كل ما أراده هو خيط ذهبي يزين

 به لوحته التي رسمها عن القدس

و عن المسجد الأقصى ..... عن حيفا و يافا .....

عن غزة و الضفة ...... وعن كل فلسطين.

 

2010-11-12
التعليقات