syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
رسالة مهجر إلى أمه سورية في عيد المرأة العالمي ... بقلم : الدكتور دارم طباع

عام آخر مضى وأنا أتحمس كل يوم لكي أحمل إليك هدية العيد، لكن هذا العام مر كسابقه والهدية التي أبحث عنها لن تعجبك، فهي ستكون شاحبة كوجوه الناس، مسحت الأحداث نضارتها في هذه الأيام الصعبة، عام جديد مضى وأنا أبحث عن قارورة العطر التي تحبينها ولا أجدها فمعملها في حلب، وحلب لم تعد تصنع العطور...


عام آخر مضى ولم أستطع أن أجمع لك ماء الزهر الذي تحبينه، فأزهار أشجار الليمون فقدت عطرها، وقوافل الشهداء تزداد من حولها، عام آخر مضى وأنا أخجل أن أشتري لك هدية من دمشق، فالناس هنا باتوا بالكاد يشترون خبزهم كفاف يومهم، آتي إليك اليوم خجولاً متعباً، فسؤالك الدائم يؤرقني وأنت تقولين لي: ما الذي يحدث في سورية، فماذا أجيبك وأنا الذي كنت أحدثك دائماً عند زياراتي لك عن جمال سورية، وروعة سورية، وطبيعة سورية، وشعب سورية، وعظمة سورية، ماذا سأقول لك الآن وأنا أرى سورية حزينة باكية متشحة بالبؤس والشقاء.

 

أنت الوحيدة التي بقيت قديسة في محراب الله وسط كل شياطين الأرض، ونحن جميعاً هربنا خجلاً منك، فصلاتك كانت أعظم من إيماننا بأوطاننا، ودعاؤك لم يجعلنا نحب بعضنا البعض، ونقاء قلبك لم يكن له مثيل لدينا، والمحبة العظيمة التي تملؤك لم تترك الكراهية في قلوبنا أثراً لها، فنحن قد ماتت ضمائرنا، وقست قلوبنا، وفسدت أحوالنا، وأصبحنا لانرى بعيوننا، ولانسمع بآذاننا، وتهدر ألستنا بكلام لم تصنعه عقولنا، نحن تلاشينا وضاعت ذاكرتنا وتحولنا إلى أرقام تافهة في سجلات مهملة لاتهم أحداً.

أرجوك ياعظيمتي لاتحزني علينا، فنحن لانستحق مافعلته من أجلنا، فلم نكن ندرك دعواتك لنا بأن يحببنا الله بأوطاننا، وها نحن قد تركنا أوطاننا بلا حب لتلتهمها أصابعنا العبثية بغباء مطلق، وها نحن مرميون في أصقاع الأرض، مشردون، تائهون، يحكمنا كل شياطينها المسلطين علينا.

 

لاتسأليني ياحبيبتي متى نعود، فقد تعودنا منذ مأساة فلسطين أن من يغادر وطنه لايعود، والوطن الذي لايحرص عليه أبناؤه يضيع، أمي الغالية.. خبئي وطني بين ذراعيك الحنونتين واحضنيه، فبذور الأرض الخصبة لابد أن تنبت من جديد براعم أمل واعدة.

 

https://www.facebook.com/you.write.syrianews

 

2014-03-13
التعليقات
شهدة
2014-03-14 12:16:27
إلى كل أم سورية تعشق الوطن وأنجبت الأبطال
نعم لقد فعل جزء من المغتربين كل ما يفعله الولد العاق بسوريتنا ولكم ما زال هناك شر فاء اضطروا للاغتراب وليس هربا من هذا الوطن إلى أن هناك أشياء أكبر منا لم نترك الوطن ولم نترك دولتنا ورئيسنا بشار الأسد وما زلنا نشد على يده كي نعود كما تقول وسوف أشتري العطر لأمي من حلب إن شاء الله . تحية إليك يا أمي في يومك ومبروك عليك تلك الهدايا التي أنصفك الله بها ,أولادك الأحباء, سأعود وفي قلبي وطن لم أنسه يوما كما علمتني وربيتني . سأحمل لك أغلى عطر في العالم " رائحة الفخر" وأطهر حب " حب الوطن " وأشرف

سوريا